بسبب الخطاب الاقصائي والنّفاق السياسي .. محسن مرزوق يتذيل ترتيب أكثر الشخصيات الوطنية التي يثق فيها التونسي

0

يتوجه التونسيون شيئا فشيئا، إلى الركون إلى مزاج تشاؤمي يزدري كل الطبقة السياسية ولا يثق فيها ولا في أبرز وجوهها ، فبعد ان كان التونسي طواقا للعمل السياسي شغوفا بالاحزاب السياسية التي قدمت برامجها على اطباق ذهبية ، أصبح اليوم بفعل جملة من المتغيرات نائيا بنفسه عما ما يُسمّى بالاحزاب ، متلفظا بعض الشخصيات التي كانت تحتل رصيدا لا بأس به من الشعبية في السنوات الفارطة ، لكنها و بسبب اخطاءها التي لا تغتفر و شطحاتها السياسية أضحت خارج مربّع الثقة و بعيدة عن سلّم الترتيب .

محسن مروزوق و حافظ قائد السبسي : لا يثق فيهما التونسيون

في إستبیان أجراه المعھد الجمھوري الدولي الأمریكي (IRi) عن الشخصیات الوطنیة التي یثق فیھا التونسي حلّت القیادیة في التیار الدیمقراطي سامیة عبّو في المرتبة الأولی ب38 %تلاھا رئیس الحكومة یوسف الشاھد ب34 %ثم رئیس الجمھوریة الباجي قاید السبسي ثالثا ب18 %وھي نفس النسبة التي تحصل علیھا القیادي في التیار الدیمقراطي محمد عبّو.

وفي ذیل الترتیب تحصل زعیم حركة مشروع تونس محسن مرزوق علی 6 %فقط من اصوات المستجوبین وتحصل المدیر التنفیذي لحركة نداء تونس حافظ قاید السبسي علی نسبة 4%.

وأجری المعھد الجمھوري الدولي ومقره واشنطن إستطلاعا للرأي في تونس في المجالات السیاسیة والإقتصادیة والإجتماعیة نشره بتاریخ 10 جانفي 2018 وأجري ھذا الإستطلاع بین شھري نوفمبر ودیسمبر 2017 وشمل عینة ب1202 تونسي وتونسیة في 24 ولایة تونسیة.

محسن مرزوق و عطش السلطة

يعتبر الأمين العام لـ”حركة مشروع تونس” محسن مرزوق أحد أكثر الشخصيات السياسية المثيرة للجدل في الساحة السياسية و بينما يصنفه مناصروه على أنه “زعيم حداثي مناهض للتيارات الرجعية” يرى خصومه ان طموحاته و تعشه للسلطة سيقضيان على طموحاته المستقبلية .

ويقول المحلل عبد الجليل معالي إنه “في خطاب مرزوق لا أثر تقريبا لبرنامج اقتصادي واجتماعي واضح المعالم، وهو أمر تشترك فيه أغلب الشخصيات السياسية في الأحزاب الليبرالية، التي تركز على المقولات الحداثية والدولة المدنية وصون النمط المجتمعي، دون ولوج البرامج الاقتصادية التي تفترض تغييرات كبيرة في المناويل الاقتصادية”.

و تصدّر محسن مرزوق في السنوات الاخيرة ، المنابر الاعلامية في تونس ، و اعتبر من اكثر الشخصيات السياسية التي نجحت في كسب شعبية في وقت قياسي ، ساعده في ذلك تكوينه الأكاديمي و شخصيته الكاريزماتية و قدرته الفائقة على التطور مع مجريات الامور مطوّعا في ذلك خطابا سياسيا سلسا قلّ ما تشوبه زلات لسان ، و اكتسب الرجل في وقت وجيز شعبية اهلته ليكون رمزا لرموز المعارضة ، و لكن رغم حنكة مرزوق و ذكاءه الا ان عطشه للسلطة اعمى بصيرته ليتطور الامر الى قطيعة مع حزب النداء بعد ملاسنة حادة مع حافظ قائد السبسي نجلي الرئيس الباجي قائد السبسي .

السبسي الابن و لعنة “الخجل” !

غير بعيد عن محسن مرزوق يُعرف مدير المكتب التنفيذي بنداء تونس حافظ قائد السبسي ، بندرة تدخلاته الاعلامية ان لم نقل بانعدامها و كثرة ” كلاشياته” الفايسبوكية ، إذ اصبح في الفترة الأخيرة يعرب عن أبرز مواقفه و خصوصا تلك التي تتخذ ابعادا ” هجومية ” من خلال تدوينات على الفايسبوك ، فتارة يهاجم افاق تونس و طورا جمهورا و اليوم يضع حزب المسار صوب عينيه ، و ربما تهجم السبسي الابن و بشكل السافر على الاحزاب جعلت السبسي الاب يتدخل في مرحلة معينة لايقاف ابنه “المتمرد” .

ويمكن القول إن المقابلات الصحافية التي أجراها السبسي الابن تعتبر نادرة بالمقارنة بمكانته الحزبية كقيادي بارز بثاني أكبر حزب في البلاد فيما يقول منتقدوه إن الضعف الاتصالي لنجل الرئيس هي التي تدفعه لهجر وسائل الإعلام التقليدية، فيما يرى مناصروه أنها إستراتيجية اتصالية ترمي إلى عدم وقوعه في فخ “الاستهلاك” اليومي.

في المقابل يرى المحلل السياسي الجمعي القاسمي، في تصريح إعلامي انه لا يمكن النظر إلى السبسي الابن على أنه رقم صعب في الساحة السياسية التونسية فهو يستمد قوته من مكانة والده وليس من شخصيته، لذلك من المستبعد أن يكون للرجل مستقبل سياسي كبير، وترشحه لاستحقاق الرئاسي المقبل سيقابل بهزيمة نكراء”.

جميع الحقوق محفوظه © شبكة مِجْهَار

تصميم الورشه