نشر تنظيم الدولة تسجيل فيديو يتضمن لأول مرة تصويرا جويا لعدد من العمليات التفجيرية التي نفذها التنظيم ضد مواقع وأهداف محصنة، يبدو من الصور أنها مواقع عسكرية في سوريا والعراق، حيث لا توجد مناطق سكنية ولا مبان كبيرة بالقرب منها.
وبحسب تسجيل الفيديو الذي حصلت عليه "عربي21" ومدته أربع دقائق فيظهر فيه عدد من العمليات التي نفذها انتحاريون تابعون للتنظيم، من بينهم أبو شام العراقي الذي ظهر وهو يقتحم ثكنة عسكرية ومن ثم يفجر نفسه فيُدمر المكان بالكامل، وكذلك عملية انتحارية أخرى في قلب موكب عسكري يضم عددا كبيرا من المركبات، وهم يتحركون على طريق خارجي.
ويظهر في التسجيل أيضا رجلا مقعدا يسير على عكازين اسمه أبو حمزة الطاجيكي، ومعه رجل آخر اسمه أبومارية المصلاوي، ويصعد كلاهما في مركبة مدرعة باتجاه تفجير نفسيهما، وهو ما ظهر لاحقا في التصوير الجوي حيث نفذا عملية انتحارية قال تسجيل الفيديو إنها استهدفت "جيش المرتدين".
وهذه هي المرة الأولى التي ينشر فيها تنظيم الدولة هذا النوع من التصوير، حيث يظهر بأنه تصوير جوي باستخدام طائرة بدون طيار (درون)، لكن الدلالة الأهم في هذا التصوير أن التنظيم يكون على درجة عالية من التخطيط للعملية ودراسة المكان، ويستخدم أدوات حديثة ومتطورة في متابعة العملية والتواصل مع جنوده. فضلا عن أن قدرة التنظيم على التصوير بهذا النوع من الطائرات يعني أنه يسيطر بشكل جيد على المنطقة التي يقوم باستهدافها ويتحرك بأريحية فيها.
وقالت جريدة "ديلي ميل" البريطانية التي نشرت تقريرا عن الفيديو إن "التنظيم يريد من هذا الفيديو أن يقول بأنه لا يخسر قوته على الأرض في العراق"، في إشارة إلى أن هذه العمليات نفذها التنظيم على ما يبدو بالقرب من مدينة الموصل العراقية.
ولا يظهر من التسجيل متى تم تنفيذ هذه العمليات الانتحارية، كما لا يظهر بشكل محدد الأماكن التي تم تنفيذ هذه العمليات فيها، وذلك بسبب أن الأماكن صحراوية وتخلو من أية معالم أو علامات فارقة.
وتشير المعلومات المتوافرة عن تنظيم الدولة أنه لا يزال لديه آلاف المقاتلين، وأنه لا يزال يسيطر على مساحة واسعة من أرض سوريا والعراق، وهي مساحة لا زالت تزيد عن مساحة العديد من الدول العربية.