من الخاسر الحقيقي من نتيجة الاستفتاء البريطاني؟

0



بعد انتصار معسكر الخروج، الذي دعا إلى انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي بقيادة عمدة لندن السابق بوريس جونسون، لاحظ محللون ظهور سمات التشاؤم على جونسون في مؤتمره الصحافي عقب إعلان نتيجة الاستفتاء.
وعلى الرغم من سعادة العديد من داعمي خروج بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي وانتشائهم بالانتصار، إلا أن فرحة المنتصرين بدأت تمتزج بالمرارة.
بل، قد يكون الشخص المنتصر في عملية الاستفتاء هو رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.
لكن كيف؟
قدّم أحد قارئي صحيفة الغارديان، تحليلا مختلفا عن رؤية معسكر الخروج لتداعيات نتيجة الاستفتاء الاقتصادية والسياسية، ما أدى إلى تداوله في مختلف الصحف البريطانية كوسيلة لقراءة ما وراء قرار الانفصال.
في تمام الساعة التاسعة والربع من صباح اليوم التالي للاستفتاء، اعترف ديفيد كاميرون بنتيجة الاستفتاء، مؤكدا عزمه على الاستقالة "لعجزه عن قيادة بريطانيا في المرحلة القادمة"، على حد تعبيره.
وقبل ظهور نتيجة الاستفتاء، أعلن كاميرون أكثر من مرة، أن التصويت بالخروج عن الاتحاد الأوروبي يعني تفعيل المادة 50 من معاهدة لشبونة تلقائيا.
وعلى الرغم من تبني كاميرون هذا الموقف، إلا أنه لم يصرح بتفعيل مادة الخروج في خطابه، وأعلن أن اتخاذ هذا القرار سيعود إلى رئيس الوزراء القادم.
وبمرور الوقت، اتضح لجبهة الخروج مدى خطورة هذه الخطوة وتأثيرها الكبير على الأسواق العالمية، وقيمة الجنيه الإسترليني أمام العملات الأخرى، والعلاقات باسكتلندا وأيرلندا الشمالية، والتعقيدات التي ستطرأ عند التعامل مع الاتحاد الأوروبي، والمواطنين الأوروبيين ببريطانيا، وكذا المواطنين البريطانيين بأوروبا.
وعلى الرغم من أن نتيجة الاستفتاء ليست ملزمة، إلا أن خطاب كاميرون وضع رئيس الوزراء القادم (من معسكر الخروج) في موقف حرج، فهو مضطر للالتزام بنتيجة كان هو صانعها.
احتمالات ما بعد الخروج
لكن، من سيتحمل المسؤولية التاريخية ويقوم بتفعيل المادة 50 من معاهدة لشبونة؟
وبمعنى آخر، من سيرغب في تولي مسؤولية كل هذه التعديلات والقضايا الشائكة المتعلقة بالاقتصاد العالمي، بل وباستقرار المملكة المتحدة سياسيا وحدوديا؟
قارئ الغارديان عرض في تعليقة الاحتمالات المطروحة أمام جونسون:
الاحتمال الأول: يتمثل في ترشحه لقيادة حزب المحافظين، ثم فشله في تفعيل المادة 50 بعد فوزه، ما سيضع حدا لمستقبله السياسي. الاحتمال الثاني: عدم ترشحه وتركه للمجال السياسي، ما يعني أيضا فشل حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي. الاحتمال الأخير: ويتمثل في فوزه وتفعيله للمادة 50 وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وإذا نجح هذا السيناريو فيمكن أن يقود إلى استقلال اسكتلندا وأيرلندا الشمالية. وقد يؤدي خروج بريطانيا أيضا إلى موجة ركود اقتصادي وإلغاء عدد من اتفاقيات التجارة العالمية، ما سيؤدي بالضرورة إلى فشل وعوده التي كانت مترتبة بالأساس على نجاح حملة الخروج.
ويرى الكاتب أن ما قصد به بوريس جونسون عندما تحدث عن عدم وجود ضرورة لتفعيل المادة 50 هو أنه "لن يقوم بتفعيلها أبدا".
وقد عبر مغردون وسياسيون عن اعتراضهم على سياسات بوريس جونسون ومعسكر الخروج بصفة عامة.
فعلى سبيل المثال، غرّد الكاتب اليستر كامبل معربا عن اعتراضه وأن بوريس جونسون "يستحق كل ما سيحدث".
وفي سياق آخر، أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، عدم الحاجة لوجود "مفاوضات غير رسمية" بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأنه من المفترض "ألا ننتظر طويلا" قبل أن تفعّل القيادة السياسية ببريطانيا المادة 50.
ويمثل هذا التصريح ضربة قوية لآمال مايكل غوف، السياسي المحافظ البارز وأحد أبرز الداعمين لمعسكر الخروج، عندما قال إنه لابد من وجود محادثات "غير رسمية" قبل أن تقوم بريطانيا بتفعيل قرار الخروج.
المصدر: صحيفة الغارديان

جميع الحقوق محفوظه © شبكة مِجْهَار

تصميم الورشه